مذكراتهُ

كتاب مذكراتي
تدور في خاطري ، يا اخي القاريء وقبل ان ادفع بهذه المذكرات ،
مذكراتي ، بين يديك ، عدة تساؤلات قد تدور في خاطرك انت .
فانا اشعر ان سن الاربعين ، ليست بالسن التي تكتب فيها المذكرات
عادة . فما زال امامي ، والحمد لله فسحة من امل في المزيد من الخدمه والمزيد
من التجارب ، والمزيد من المساهمة والمشاهدة ومراقبة الأمور في بلدي ،
و في موطني العربي الكبير
و اشعر كذلك بالحرج من الدفع بهذه المذكرات بين يديك وانا رئيس
للوزراء . وهذا الحرج الذي احس به ، مرده الخشية من ان يفسر اختياري
لهذا الوقت بالذات ، باني احاول الاستعانة بصفتي الرسمية لا وسع دائرة قراء
مذكراتي . على ان هناك حرجا اخر بسبب هذه الصفة الرسمية ، ارغمني على
عدم الخوض في تفصيلات تحيط بالاشخاص والاحداث ، وذلك تحسبا من
ان يشار إلى أني قلت ما قلت محتمياً وراء سلطة منصبي الحالي .
لماذا اذن اخترت هذا الوقت بالذات ، لا دفع بهذه المذكرات بين
يديك رغم حرج السن وحرج المنصب ؟
لقد تعمدت ان انشر هذه المذكرات رغم احساسي بالحرج من نشرها ،
وفي هذا الوقت بالذات. . مع علمي وقناعتي بان ليس هناك ادق من ان تنشر
مذكرات مسؤول وهو ما يزال وسط الاحداث ، والتاريخ ما يزال ماثلا لمجرياته ….